في عصورٍ مَضَتْ حينَ لَمْ تكُنِ العلومُ والتقنياتُ قد أحاطت بَعْدُ بحياةِ البشر، كانت هناك بعضُ الطرقِ العسيرةِ لتحديدِ الوقت، ومنذ تلكَ الحقبِ البعيدةِ يُشَكِّلُ حسابُ الدقائق والثواني تحدِّياً لا يُستهانُ به. بمرورِ الزمنِ ومع ظهورِ الساعاتِ الميكانيكيةِ، شهِدَ العالمُ عصوراً جديدةً تنظمها دقَّاتُ الساعاتِ التي باتتْ تلعبُ دوراً محورياً في ضبطِ إيقاعِ حياة البشر.
ظَهَرَتْ بعدَ ذلكَ ساعاتُ اليد التي تُعَدُّ بحقٍ واحدةً من أنجحِ الاختراعاتِ في التاريخ، حيث جعلَتِ الناسَ يَسيرونَ حامِلينَ معهم مقياساً خفيفاً للزمن، مما ساعد في تنظيمِ أوقاتِ ملياراتِ البشر بشكلٍ لم يَسبقْ له مثيلٌ في العصورِ السابقة. إنَّ كلَّ هذا يجعلُ للساعةِ اليدويةِ حيّزاً محترماً من الأهميةِ لا يمكنُ تجاهله.
الوقت شيءٌ من الرفاهية!

في عصرِنا الحاليِّ حيثُ تخطَّتِ التقنياتُ الحديثةُ جميعَ الحدودِ الحقيقيةِ والافتراضية، لم تَعُدِ الساعاتُ تُستَخْدَمُ فقط لتنظيمِ الوقت، بل صارت رُكناً هامّاً من أركانِ عالمِ الرفاهية، ونشيرُ هنا إلى ضرورةِ عدمِ إساءةِ فَهمِ تعبيرِ “أركانِ عالمِ الرفاهيةِ” كإشارةٍ إلى الناسِ التي ترتدي ساعاتِ رادو أو تايتان الراقية لإظهار مستواهم الاجتماعي الرفيع، وحتى ساعاتُ الفئةِ الأعلى وعلى رأسِها ساعات رولكس ليسَتْ مشمولةً بالتعبيرِ المذكور، بل هناك ساعاتٌ هي بحقٍّ لا تُقَدَّرُ بثمن، فحتى ساعات رولكس أو أيُّ ساعاتٍ أُخرى لا يمكنها مضاهاة المواصفاتِ التي تتمتعُ بها بعض ساعاتِ الرفاهية التي هي أثمنُ من أنْ تُقارَنَ بأيِّ ساعةٍ أُخرى.
نَذْكرُ في هذا السياقِ ساعةَ ماري أنطوانيت، تلك التحفة الفنية التقنية العجيبة التي تلبسُ رداءَ الفخامةِ كما لم تفعَلْ ساعةٌ مِن قَبْل. لقد تمَّ صُنعُ تلك الساعةِ الأسطوريةِ لتُقَدَّمَ كهديَّةٍ إلى الملكةِ الشهيرةِ ماري أنطوانيت، لذلك فليسَ من الغريبِ أن توضَعَ فيها تفاصيل في غايةِ الفخامةِ لتستحقَّ بذلك أن يصلَ ثمنُها إلى 30 مليون دولار. إذا عُدْنا الآن إلى عالمِ الواقعِ سَنَجِدُ أنَّ الساعاتِ اليومَ هي مزيجٌ أنيقٌ من التقنياتِ المتطوِّرةِ مع لمساتٍ من الرَّفاهيةِ والفخامة، ويشعرُ مقتنو هذه الساعاتِ الراقيةِ أنَّها ليست موجَّهةً إلى مجرَّدِ برمجةِ وقتهِ أو تذكيرِهِ بمواعيدهِ الضرورية، وإنَّما تهدفُ إلى تقديمِ أكثرَ مِنْ ذلكَ بكثير.
تأتي الساعةُ الفاخرةُ إنكريبتو من فرانك مولر لتعطيَ حامِلَها أكثرَ من مُجرَّدِ التَّرَبُّعِ على عرشِ الرفاهية، فبوجودِ تلكَ الساعةِ يمكنُ للشخصِ أن يتوقَّعَ للمستقبلِ كلَّ أشكالِ الغرائبِ والعجائب، فمجرَّدُ وجودِ هذه الساعةِ هو واقعٌ من وحيِ الخيال. مَن مِنَّا كان يتنبأُ بظهورِ ساعة يدٍ مخصصةٍ لتداولِ العملةِ الإلكترونيةِ بِتكويْن في إطارِ عملٍ ذي درجةٍ هائلةٍ من الحماية ضد السرقة الإلكترونية، وضمنَ قالبٍ رائعٍ من الفخامة والأناقة؟
ما هي الساعة إنكريبتو؟
لقد قامتْ شركةُ الساعاتِ السويسريةِ الشهيرةِ فرانك مولر بطرحِ ساعةِ إنكريبتو، وهي أولُ ساعةِ يدٍ تعملُ كمحفظةٍ افتراضيةٍ للعملةِ الإلكترونيةِ بِتكويْن، وذلك بالتعاونِ مع منظمةِ ريجال أسيتس.
لدى مقتني ساعةِ إنكريبتو مجموعةٌ كبيرةٌ من الخياراتِ في مجالِ الموادِ المُستخدمةِ لصنعِ الغلافِ الخارجيِّ للساعة، وتشملُ تلك الموادُ: الفولاذَ المُقسَّى والتيتانيوم وألياف الكربون، وُصولاً إلى البريقِ السحريِ للذَّهب. بعدَ اختيارِ مادةِ الغلافِ يُمكنُ لمقتني الساعةِ إضافةُ الأحجارِ الكريمةِ التي تلائمُ ذائقَتَهُ إلى كلٍّ مِنْ غلافِ ومينا الساعة. حزامُ الساعةِ مصنوعٌ من الجلدِ البقريِّ المحضَّرِ بأعلى تقنياتِ الدباغة والمشكَّلِ بشكلٍ يشبهُ تكوينَ جلدِ التمساحِ، وتُضفي الخياطةُ اليدويةُ البارعةُ على حزامِ الساعةِ رونقاً رائعاً هو جزءٌ لا يتجزَّأُ من رونقِ تلكَ الساعةِ فائقةِ الأناقة. تتمتَّعُ الساعةُ بتصميمٍ عامٍّ يُماشي الخطوطَ العامَّةَ لتصاميمِ فانجارد المميَّزة، وتتشابه كثيراً مع التصاميمِ الكلاسيكيةِ الشهيرةِ التي تُمَيِّزُ Elgin Tonneau. طولُ هيكلِ الساعةِ يبلغ 53 ملم وعرضُهُ 43 ملم، ورغمَ كلِّ المزايا المضمَّنةِ في الساعةِ إلَّا أنَّ سماكَتَها لا تتجاوزُ 13 ملم.
في مركز مينا الساعة يَظهرُ شعارُ بِتكويْن والذي هو عبارةٌ عن رمزِ عملة بِتكويْن الافتراضية (ويُرمَزُ لها BTC). يتمُّ حفرُ الشعارِ باستخدامِ الليزر على خلفيةٍ تُشبهُ الدارةَ الإلكترونيةَ مما يعطي انطباعاً عصرياً أخَّاذاً إلى جانبِ الدلالةِ التقنيةِ الواضحة.
ما هي المزايا الفريدة التي تجعلُ الإنكربتو ساعةَ الأحلام؟

ليسَ مِنَ العدلِ الاكتفاءُ بمجردِ إعلامِ القارئِ بأنَّ رائعةَ فرانك مولر هي تحفةٌ فريدةٌ وعلامةٌ فارقةٌ في عالمِ الفخامةِ والرفاهية، فهناكَ الكثيرُ من العلاماتِ التجاريةِ ذاتِ المستوى الرفيع، والتي يشكِّلُ اقتناءُ أحدِ منتَجَاتِها مبعثَ فخرٍ لمقتنِيه، ولكنَّ ما يلي من سطورٍ سيُبَيِّنُ النقاطَ التي تجعلُ الإنكربتو ساعةً ليست كأيِّ ساعة.
استحالةُ اختراقِها برمجيّاً!

تعملُ الساعةُ عملَ محفظةِ بِتكويْن محمية بشيفرةٍ رقميةٍ يتمُّ توليدُها بطريقةٍ عشوائيةٍ تماماً ودونَ الحاجةِ إلى الاتصالِ بشبكةِ بيانات، وذلكَ من خلالِ تقنية TRNG المتقدمة، وَبِوجودِ مثلِ هذهِ التقنيةِ عاليةِ الحمايةِ والموثوقية يُصبحُ منَ المستحيلِ على أعتى خبراءِ الاختراقِ مجردُ التفكيرِ في اختراقِ نظامِ حمايةِ الساعةِ الأعجوبة. هذه التقنيةُ المتطورةُ تضمنُ أماناً تاماً لِحاملِ الساعةِ لدى استخدامِها كمحفظةِ بِتكويْن، خاصةً وأنَّ أمنَ البياناتِ يشكِّلُ هاجساً مُلِحّاً لا يفارقُ تفكيرَ متداوليِّ العملة الافتراضية.
لقد تمَّ إدخالُ وظيفةِ محفظةِ بِتكويْن الافتراضيةِ ضمنَ الساعةِ واعتُمِدَتْ من قِبَلِ منظمةِ المُضارباتِ الماليَّةِ الرقميةِ الشهيرةِ ريجال أسيتس التي تتوزَّعُ مكاتِبُها على أنحاء مختلفةٍ من العالمِ تشملُ الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة. لقد أغرقَتْ أخبارُ ريجال أسيتس وسائلَ الإعلامِ العالميةِ عامَ 2017 حين تم إقرارُ جَعْلِها المنظمةَ الرئيسيةَ المخولةَ رسمياً بإدارةِ عملياتِ التدوال الرقميِّ المشفَّرِ عَبْرَ العالم، وقد استحوَذَتْ شبكةُ بلومبِرج الشهيرةُ على أكبرِ حصَّةٍ من التغطيةِ الإعلاميةِ للحدثِ الضخم.
رمزُ QR محفورٌ بالليزر
يوجدُ على مينا الساعةِ العجيبةِ عند نقطةِ الساعةِ الثانية عشرة رمزُ QR محفورٌ بالليزر يشكِّلُ رابطاً لموقعِ محفظةٍ إلكترونيَّةٍ افتراضيةٍ يُمكِنُ استخدامهُ لإدارةِ حسابِ بِتكويْن وتفحُّصِ حركةِ التداول. للحفاظِ على خصوصيَّةِ حسابِ بِتكويْن، تأتي الساعةُ مزوَّدةً بفلاشةٍ بواجهةUSB يمكِنُ من خِلالِها حفظُ الرقمِ السِّرِّيِّ الخاصِّ بالحساب.
يتيحُ استخدامُ رمز QR سهولةً كبيرةً في التعاملِ من المحفظةِ الافتراضيةِ بالإضافةِ إلى العديدِ من الميِّزات التي يمكنُ للمستخدمِ الاستفادةُ منها في حالِ شرائهِ وحداتِ ال بِتكويْن من ريجال أسيتس بشكلٍ مباشر.
تصميمٌ خاصٌّ مميَّز
إنَّ ساعةَ فانجارد إنكريبتو متاحةٌ بعدةِ خياراتٍ تشملُ الفولاذَ غيرَ القابلِ للصدأ والذهبَ الورديَّ والتيتانيوم وأليافَ الكربون. للساعةِ حزامٌ مصنوعٌ من جلدٍ بقريٍّ مُشَكَّلٍ على هيئةِ جلدِ التمساحِ ومُحاكٌ بشكلٍ يدويٍّ ومبَطَّنٌ بوجهٍ داخليٍّ ليِّنٍ ليُضيفَ إلى الفخامةِ درجةً عاليةً من الراحةِ لمستخدمِ الساعة. إذا جِئْنا إلى ناحيةِ وظيفةِ الوقت، تُعطي الإنكريبتو قراءاتِ الساعةِ والدقيقةِ والثَّانيةِ بالإضافةِ إلى إظهارِ التاريخِ عَبْرَ نافذةٍ دائريةٍ صغيرةٍ قُربَ نقطةِ السَّاعةِ السَّادسة. تندمج عبر مينا ساعة إنكريبتو مجموعة من الأرقام الواضحة والأنيقة مع نافذة التاريخ وشعار بِتكويْن ورمز QR.
لقد جاءت ساعةُ إنكريبتو كنتيجةٍ رائعةٍ لتضافرَ أحدثِ التقنياتِ الإلكترونيةِ مع عراقةِ صناعةِ الساعاتِ السويسرية، تُضافُ إليها جودةُ المكوناتِ وبريقُ الأحجارِ الكريمة، توليفةٌ تُعطي مظهراً في منتهى الأناقةِ وإحساساً غريباً بالفخامة المُترفة.
كلمةٌ أخيرة
مِنْ غيرِ الممكنِ تَجاهُلُ مكانةِ فرانك مولر المرموقةِ بينَ صانعيِّ الساعاتِ الرَّاقيةِ في العالم. لقد اكتسَبَتْ علامةُ فرانك مولر شُهْرَتَها الواسعةَ من خلالِ أفكارِهِمُ التي يُضيفونَها إلى التصاميمِ المُمَيَّزةِ لساعاتِهِمُ الفاخرة، جامعينَ ما بينَ حداثةِ العصرِ وأناقةِ موديلاتِهم الكلاسيكيةِ المذهلة التي تُذَكِّرُ بتصاميمِ Elgin Tonneau خلالَ حقبةِ الثلاثينيات من القَرنِ الماضي.
قد يعتقدُ البعضُ أن اقتناءَ ساعةِ إنكريبتو، أعجوبة الوقت والمال، هوَ نوعٌ من الترفِ المُفرِط غيرِ الضروري، ولكنَّ الحقيقةَ هيَ غيرُ ذلك، فامتلاكُ تحفةٍ كهذِهِ ينقُلُ المالكَ إلى مستوى رفيعٍ من الرفاهيةِ المُفعمَةِ بالسعادة، ورغمَ أنَّ الكثيرَ مِنَ الناسِ لازالوا بعيدينَ عن مضمارِ تداوُل العملةِ الافتراضية، إلا أنَّ ذلكَ لا يغيِّرُ من الأمرِ شيئاً، فحتى هؤلاءِ يمكنُ أن تجعلَهُمُ الإنكريبتو يحلِّقونَ عالياً في سماءِ متعةِ الرفاهيةِ معَ الاحتفاظِ لهُمْ بإمكانيةِ اقتحامِ عالمِ بِتكويْن متى أرادوا.
إنَّ رائعةَ فرانك مولر هي إصدارةٌ محدودةٌ تتوفرُ بعدةِ خياراتٍ تشملُ الفولاذَ المعالَجَ والتيتانيوم وأليافَ الكربونِ والذهب. تَذكُرُ مصادر موثوقةٌ أنَّ ثمنَ الساعةِ يبدأُ من 10,780 دولاراً، ويرتفعُ الرقمُ في حالِ استخدامِ الذهبِ والأحجارِ الكريمةِ ليصلَ إلى 55,800 دولار، ونشيرُ في النهايةِ إلى أنَّ كلَّ مادةٍ من موادِ الغلافِ تمَّ صُنعُ 500 ساعةٍ منها فقط.
إذا أعجبَكُمُ المقالُ فنرجو أن تبادِروا بالتعليقِ لإثراءِ الموضوع بأفكارِكم، كما نُذَكِّرُكُمْ بالاشتراكِ مَعَنا لكي تظلُّوا على اتِّصالٍ مع عالمٍ رائعٍ من الرفاهيةِ والفخامة.