تتباهى دراجة هارلي ديفيدسون – الإصدارة الزرقاء بأنها الدراجة النارية الأفخم في العالم
لايزال جمعُ السيارات الفارهة يشكل هَوَساً لدى العديد من الأثرياء الذين يميلون إلى التباهي بالمقتنيات الثمينة، لكن هذا الهوس يجب ألا يغطي على حقيقةِ وجودِ هواةٍ شغوفينَ بجمعِ الدراجاتِ الناريةِ الثمينة، إذ في
الحقيقةِ توجدُ لدى كبارِ صُنَّاعِ الدراجاتِ الناريةِ فئةٌ مخصصةٌ لأولئك الهواة تندرجُ ضمنَ فئاتِ الرفاهية.
قد لا يكون مُرضِياً لشغف كثيرٍ من الهواةِ أن تضُمَّ مجموعتُهم عدداً كبيراً من الدراجات ذات المستوى العادي ودراجةً واحدةً فقط من المستوى الرفيع، ولكنَّ دراجة هارلي ديفيدسون الإصدارة الزرقاء قادرةٌ بكلِّ تأكيدٍ على إرضاءِ غرورِ أكبرِ جامعيِّ الدراجات في العالم. لا شكَّ أنَّ امتلاكَ دراجةٍ تحمِلُ شعارَ هارلي ديفيدسون هو بمثابةِ مكافأةٍ لأيِّ هاوٍ للدراجاتِ النارية، وهل يمكن لومُهُمْ على ذلك؟ بالتأكيدِ لا، فامتلاكُ دراجةٍ صنعَتْها الأيدي الخبيرة في شركة هارلي ديفيدسون هو مبعثٌ للفخرِ تماماً مثلَ الحصولِ على الميداليةِ الذهبيةِ في مسابقةٍ على مستوى العالم. لكنَّ دراجة هارلي ديفيدسون-الإصدارة الزرقاء المعدلة هي في منزلةٍ أعلى بكثيرٍ مِنْ أنْ تُقارَنَ بغيرها من الدراجات النارية حتى ضمن أرقى الفئات. هذه الإصدارةُ تعطي بعداً جديداً لمعنى الرصانةِ الفارهةِ على الطرقات.
هل سمعت بدراجة هارلي ديفيدسون الإصدارة الزرقاء؟
خلال عام 2018 تمَّ في زيوريخ كشْفُ النقابِ عن دراجة هارلي ديفيدسون-الإصدارة الزرقاء التي كانت حصيلةَ شراكةِ صانعِ الساعاتِ وصائغِ الذهب السويسري الشهير كارل بوشيرر وبينَ ورشةِ تعديلِ الدراجات النارية بوندنيربايك، وذلك بعد حصولهما على موافقةٍ رسميةٍ من شركة هارلي ديفيدسون الغنية عن التعريف. هذه الدراجةُ في الحقيقةِ هي نسخةُ عام 2017 من دراجة (Softail Slim S) إذ تمَّ تفكيكُها بالكامل ليُعادَ تجميعُها بالشكلِ المعدَّلِ المختلفِ تماماً عن الشكلِ الأصليِّ للدراجة. إنَّ الدراجةَ بشكلها الأصليّ هي صيغةٌ كانت لتنفعَ كدراجةٍ جميلةٍ تصلحُ للاستخدامِ العاديّ لولا تلك الحلةُ الماسيةُ الذهبيةُ التي ألبسَها إيَّاها الفنانون الذينَ قاموا بتعديلها، مما جعلها شيئاً مختلفاً تماماً وأوصَلَها إلى ثمنٍ خياليٍّ يبلغُ 1,68 مليون يورو.
إنَّ لعادمِ الدراجةِ قدرةً مذهلةً على جذبِ الانتباهِ بصوتِهِ الرجوليِّ الشهير، فإذا أضيفَتْ إلى ذلك قدرةُ حُلَّةَ الماسِ والذهبِ على جذبِ العيونِ وسَحرِ الأبصار، فسيكون من المؤكد أنَّ للإصدارةِ الزرقاءِ سِحراً لا يمكن أن تمتلكَهُ أي دراجةٍ أخرى في العالم.
لقد تمَّ طرحُ الدراجةِ إحياءً للذكرى 130 لبدءِ إنتاجِ ساعاتِ بوشيرر الزرقاء الموغلة في العراقة. قبل تعديلها كانت الدراجةُ ميالةً إلى إعطاءِ انطباعٍ عاديٍّ كأي دراجةٍ أخرى من فئتها، وهذا ما زادَ من إبرازِ براعةِ فنيي بوشيرر في تجميلِ مادةٍ لم يسبق لهم أن تعاملوا معها. لقد كان حدثُ طرحِ الدراجةِ مناسبةً رائعةً لجذبِ انتباه الصحافةِ بالإضافةِ إلى انتباهِ هواةِ الدراجاتِ الناريةِ شديدي الحماس، لكنَّ الأمرَ تجاوزَ حتى توقعاتِ بوشيرر وبوندنيربايك فصارَ الحديثُ حولَ الدراجةِ الأعجوبةِ على لسانِ الكثيرِ من الناسِ حتى مِنْ غيرِ المهتمينَ بموضوعِ الدراجات. والأغربُ مِنْ ذلكَ أنَّ حُمَّى الدراجةِ الزرقاءِ لازالتْ حتى الآن تأخذُ حيّزاً لا بأسَ بِهِ من حديثِ المعجبينَ عبْرَ شبكاتِ التواصلِ الاجتماعي.
ما هي المواصفاتُ التي جعلَتْ دراجةَ هارلي ديفيدسون-الإصدارة الزرقاء تستحقُّ ذلك الثمنَ الباهظ ؟
يبدو مبلغُ 1.68 مليون يورو شيئاً أضخمَ بكثيرٍ من كونِهِ ثمناً لمجردِ دراجةٍ ناريةٍ، ولكنَّ من يبحثُ بأناةٍ في موضوعِ دراجةِ هارلي ديفيدسون-الإصدارة الزرقاء يجدُ أنَّ ذلكَ المبلغَ لا يعدو كونَهُ ثمناً عادياً لقاءَ امتلاكِ تلك التحفةِ رائعةِ الجمال التي تجمعُ بينَ تلألؤِ الجواهرِ وصَريرِ المكوِّناتِ الميكانيكية المُعقَّدة.
تجمعُ دراجةُ هارلي ديفيدسون-الإصدارة الزرقاء بين أناقةٍ تقتربُ من الخيالِ وبينَ مكوناتٍ تقنيَّةٍ تقتربُ من الكمال. مزيجٌ رائعٌ من الإبداعِ الجامحِ على مستوى الشكلِ والمضمون محاطٌ بهالةٍ من الفخامةِ تدفعُ الدراجةَ إلى أقصى حدودِ الإثارة. إنَّ امتلاكَ الدراجةِ يكلِّفُ ثمناً باهظاً جداً يبلغ 1,68 مليون يورو، وبهذا الثمنِ تكونُ الإصدارةُ الزرقاءُ أغلى دراجةٍ ناريةٍ تَمَّ إنتاجُها حتى تاريخ إصدارِها، ولازالَتْ في الصدارةِ حتى الآن رغمَ مُضيِّ عامين على ظهورها إلى العالم.
تأتي الدراجةُ معَ ساعةٍ مضمَّنةٍ عاليةِ المستوى!
تمتلكُ الإصدارةُ الزرقاءُ ساعةً ميكانيكيةً تحملُ توقيعَ بوشيرر وتصلُ إلى أعلى المستوياتِ الفنيةِ التي وصلَتْها صناعةُ الساعات السويسرية. تتوضَّعُ الساعةُ على الجانبِ الأيمنِ من خزانِ الوقود وهي تنتمي إلى عائلة ساعات Carl F من بوشيرر. لزيادة حماسِ الهواةِ، تمَّ تزيينُ ميناء الساعةِ بعناصرِ محركِ دراجةٍ ناريةٍ، ولكي تضمنَ بوشيرر دقةَ عملِ الساعةِ وعدمَ تعرُّضِها للأذى نتيجةَ ارتجاجِ الدراجةِ فقد زوَّدَتْ الساعةَ بنظامٍ للتوازنِ قائمٍ على مجموعةٍ من الحلقاتِ السيليكونية حسبَ قولِ السيد سمير ميردانوفيتش الإداري في مصنع ساعات Carl F.
أشارَ السيد ميردانوفيتش أيضاً إلى أنَّ حاملَ الساعةِ يلعبُ دورَ آليةِّ الربطِ الميكانيكية التي تختزن الطاقةَ الحركيَّةَ لتُزوِّدَ بها آليةَ عملِ الساعةِ مما يعني استمرارَ الساعةِ في العملِ حتى خلالَ وجودِ الدراجةِ في المرآب.
رمزٌ للفخامة والحرفيةِ منقطعةِ النظير
لقد قامَ خبراءُ الدراجاتِ الناريةِ في بوندنيربايك باستخدام تقنياتٍ خاصةٍ جداً في صنعِ غطاءِ الدراجة ذي اللون الأزرق الأخَّاذ فقد أُجرِيَتْ على معدنِ الغطاءِ كلُّ عملياتِ التسويةِ والتشكيلِ واللِّحامِ والتنظيفِ بشكلٍ يدويٍّ وهو ما يعكسُ حرفيَّةً شديدةَ التميُّز. إنَّ دراجةَ بوشيرر الإصدارة الزرقاء هي أولُ دراجةٍ في العالمِ تحتوي محركاً مضاءً من الداخل يَظهَرُ فيهِ عمودُ الحدباتِ إلى الخارجِ عبرَ نافذةٍ صغيرة، تماماً كما يظهَرُ نظامُ تشغيلِ الصمَّاماتِ الذي يقومُ بفتحِ وإغلاقِ صماماتٍ مطليَّةٍ بالذهبِ في مشهدٍ غاية ٍفي الروعة تضيئُهُ مجموعةٌ مخفيَّةٌ من الليداتِ بضوءٍ آسرٍ للنظرِ ومريحٍ للنفس.
هل تعتقدون بأنّ هذا كلّ شيء؟
كلا! إنَّ العديدَ من أجزاءِ الدراجةِ قد تمَّ طلاؤها بالذهبِ لتُظهِرَ الطاقةَ العاليةَ التي تَتفجَّرُ داخلها، أما بالنسبةِ إلى الأجزاء الزرقاءِ من الدراجةِ الرائعةِ فقد أرادَ الصانعُ إظهارَ تفاصيلها المذهلةِ بظلالٍ براقةٍ فلجأَ إلى استخدامِ تقنيةٍ خاصةٍ جداً حيث تمَّ طلاؤُها بالكامِلِ بمعدنِ الفضةِ النفيسِ قبلَ طلائِها بستِّ طبقاتٍ من طلاء التظليل الخاص. تشتهرُ بوشيرر بطلاءٍ أزرقَ براقٍ ذي درجاتِ تظليلٍ غريبةٍ ساحرة، ويبدو أنَّ القائمينَ على توليفِ ذلك الطلاءِ العجيبِ كانوا لا ينوونَ كشفَ الأسرارِ الإبداعيةِ الكامنةِ وراءَ صُنْعِهِ أبداً، وبِذلك تبقى الصيغةُ سراً لدى أصحابها، ولكن رغمَ ذلك فقد خاطرَتْ بوشيرر بإعلانِ حقيقةِ أنَّ الطلاءَ يشملُ ستَّ طبقاتٍ لونيةٍ فوقَ طبقةٍ من الفضة، ليعزّزَ الصانعُ من جودةِ وحرفيّةِ منتَجِهِ وصعوبةِ تقليده.
تمَّ العملُ يدوياً على جميعِ الأجزاءِ المعدنيةِ قبلَ طلائِها بالذهب عيار 24 قيراطاً، وشملَ ذلكَ المسامير اللولبية الظاهرةَ والمقابضَ والدواساتِ وغطاءَ إقفالِ خزانِ الوقود. مقعدُ السائقِ مصنوعٌ يدوياً في سويسرا من جلدٍ بقريٍ عالي النوعية مع اهتمامٍ كبيرٍ بأدقِّ تفاصيلِ الخياطة لإبرازِ رونقِ الجلدِ الطبيعيِّ الذي لا يقاربُهُ أيُّ نسيجٍ اصطناعي. تمَّتْ كذلكَ إضافةُ العديدِ منَ التعديلاتِ على شكلِ المحركِ الجبارِ ثنائي الأسطوانات بِسِعَةِ 1,8 ليتر ذي التبريد الهوائي وبعزمٍ دورانيٍّ يبلغُ 148 نيوتن متري، ولكنَّ التعديلاتِ لم تجعلْ مِنَ المحركِ مجردَ قطعةٍ ذاتِ تصميمٍ قديمٍ برؤيةٍ معاصرة، وإنما أعادتْ صياغةَ هيئةِ المحركِ بالكاملِ بما يتلاءمُ معَ روحِ العصر. تمَّتْ كذلكَ إضاءةُ المحركِ من الداخلِ بأضواءِ الليد مما جعلَ الإصدارةَ الزرقاءَ أولَ دراجةٍ ناريةٍ في العالمِ بمحركٍ ذي أجزاءٍ شفافة.
دراجة نارية مرصعة بالأحجار الكريمة:
إنَّ إدخالَ قطعٍ من الأحجارِ الكريمةِ ضمنَ مخططاتِ تصميمِ الدراجةِ الناريةِ العجيبةِ يُعطي زخماً إضافيّاً رائعاً يدفعُها نحوَ المقدمةِ في سباقاتِ الفخامةِ المترفة. كمثالٍ على ذلكَ فقد قامت بوندنيربايك بتعديلِ حلقاتِ تعليقِ المقودِ وترصيعِها بمجوهراتٍ منتقاةٍ بعنايةٍ فائقةٍ من مجموعة بوشيرر فاين الراقية، ولضمانِ عملِ حلقاتِ التعليقِ المعدَّلَةِ مع احتفاظِها بهيئتِها المرصعةِ الراقية، قامَت ورشةُ بوندنيربايك باستخدامِ تقنيةٍ استثنائيةٍ ظلَّت تفاصيلُها سراً لدى الصانِع.
كأنَ كلَّ تلكَ التفاصيل الراقيةِ لم تكن كافيةً، فقد أُضيفَتْ إلى الدراجةِ الناريةِ المبهرةِ حُجرةٌ صغيرةٌ محميةٌ بنافذةٍ زجاجيةٍ شديدةِ المقاومةِ وتحتوي داخلَها خاتمَ سوليتير بقطعةٍ من الماس زنة 5,40 قيراطاً، وهذا يُشكلُ مبرراً آخر للثمنِ الباهظِ لتلكَ الدراجةِ الناريةِ متناهيةِ الفَرادة.
كلمةٌ أخيرةٌ
لقد كانت هارلي ديفيدسون دائماً معشوقةَ هواةِ الدرجاتِ الناريةِ في الغرب، ورغمَ وجودِ الكثيرِ جداً من الدراجاتِ المعدَّلةِ القائمةِ على موديلاتٍ من هارلي ديفيدسون، إلَّا أنَّ الإصدارةَ الزرقاء تحتلُّ مركزَ الصدارةِ الذي لا يستطيعُ أي موديلٍ موجودٍ حالياً انتزاعَهُ منها. ذلك المركزُ الذي حقَّقهُ اندماجُ أفكارِ المبدعينَ لدى صانع الدراجاتِ الأميركيِ الشهيرِ هارلي ديفيدسون وورشةِ تعديلِ الدراجات الناريةِ بوندنيربايك وصانعِ الساعاتِ والمجوهراتِ السويسري كارل بوشيرر الذي رصَّعَ الدراجةَ بأحجارٍ كريمةٍ جعلت ثمنَها يصلُ إلى قيمةٍ خرافيةٍ لم تصلْ إليها دراجةٌ أُخرى مُطلَقاً. يُضافُ إلى ذلكَ ما وردَ في التقاريرِ مِنْ أنَّ دراجةَ هارلي ديفيدسون (Softail Slim S) قد لَزِمَها ما يُقارِبُ 2500 ساعةِ عملٍ لكي تتحولَ إلى دراجةِ بوشيرر الزرقاء الرائعة التي صُنِعَتْ كدعايةٍ لساعاتِ بوشيرر الزرقاء الجديدة الموجَّهَةِ إلى النخبة.
قد لا يكفي كلّ ما ذكرناهُ حولَ ذلكَ الوحشِ الجميلِ الأزرق ليصفَ مدى روعةِ الأفكارِ التي نقلَتْهُ من الأذهان إلى الورق، وبراعةِ التنفيذ الذي أخرجَهُ من الورقِ إلى عالمِ الواقع.
إذا أعجبَكُمُ المقالُ فَسَوفَ يكونُ من دواعي سرورِنا أنْ تشارِكونا آراءَكُم في الأسفل، كما يُشرِّفُنا أن تشتَركوا معنا لكي يصِلَكُم كلُّ جديدٍ في عالمِ الرفاهيةِ والفخامة.