تحفةٌ فنيةٌ تُضفي على التدخين سحراً لا يُقاوَم!
الكل يعلم أن التدخين يسيء للصحة، لكن هناك سحراً لا يُقاوَم لمشهد رجلٍ يدخن سيجاراً فخماً، وأوضح مثالٍ على ذلك هو المشهد الذي ظهر فيه شون كونري وهو يدخن السيجار في أول ظهورٍ له بدور جيمس بوند.
لقد ذهب الفيلسوف ريتشارد كلاين أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن التدخين هو تعبيرٌ عن الاستقلالية وأسلوبٌ لتركيز القدرات الإبداعية لدى الفرد.
بفضل الشركة السويسرية إمبريالي جنيف بات من الممكن دمج جاذبية كلٍ من السيجار الفاخر والأدوات العجيبة التي يستخدمها ذلك الشاب المقدام جيمس بوند.
لقد طرحت الشركة تجربةً رائعةً غير مسبوقةٍ من خلال واحدٍ من أفخر أنواع السيجار في العالم ضمن صندوق السيجار الإمبراطوري رفيع المستوى وهو من تصميم وصنع الشركة العريقة ذاتِها.
إن الأبحاث التي تم توظيفها في صناعة صندوق السـيجار الإمبراطوري “إمبيرادور” لا تقل عن سوية أبحاث التقنيات العسكرية عالية المستوى، فقد تطلب إكمال الصندوق عامين كاملين من العمل الدقيق وتضمن في النهاية ما لا يقل عن 2765 قطعة ميكانيكية يضاف إليها عملٌ فنيٌ تقنيٌ متناهي الرقي مما جعل صندوق السيجار الإمبراطوري هو الأرقى من نوعه، وأغلى مجموعة سيجار في العالم، مقابل ثمنٍ باهظٍ يساوي مليون فرنك سويسري.
نظرةٌ داخل الصندوق:
إن النظرة الأولى إلى الصندوق تعطي انطباعاً أنه مصممٌ ليصمد في وجه انفجارٍ ذريٍ رهيب، كيف لا وحجراته مصنوعةٌ من الألمنيوم الصلب؟! تبلغ الأبعاد الكلية للصندوق 45×70×35 سم، وهو يحتوي ثلاث أدواتٍ مخفيةٍ بطريقةٍ تشبه أسلوب أدوات الجاسوس الشهير جيمس بوند، وهذه الأدوات تشمل آلةً قاطعةً للسيجار يمكنها وبطريقةٍ آليةٍ أن تقطع أو تثقب السيجار وفق رغبة المالك.
والأداة الثانية هي ولاعةٌ ذات ثلاث فتحاتٍ لتعطي إشعالاً دقيقاً للسيجار الفاخر تشعل معَهُ رغبةً جامحةً بالتدخين. أخيراً وليس آخراً نفاضةٌ تفتح آلياً لدى تقريب سيجارٍ مشتعلٍ من الصندوق الإمبراطوري الساحر.
تصطف الأدوات الثلاث في درجٍ مخفيٍّ على الناحية الأمامية من الصندوق، فقد تم تصميم الصندوق الإمبراطوري العجيب بشكلٍ يسمح له بإخفاء جميع ملحقاته إخفاءً تاماً.
آلية الإقفال الرقمية الخيالية
إن كانت الهيئة الخيالية الآسرة للصندوق الإمبراطوري “إمبيرادور” غيرَ كافيةٍ لجذب الانتباه وتحفيز الخيال فمن المؤكد أن الخيالَ سينطلق بدون ضوابط لدى رؤية آلية الإقفال الرقمية المضيئة والتي تمنع فتحَ الصندوق إلا من قِبَل شخصٍ يعرف الرمز السري. يكفي أن تقوم بضغطةٍ خفيفةٍ على أيٍ من أزرار اللمس لتفعيل الشاشة الكريستالية الخاصة بالصندوق العجيب، وتستطيع بعد ذلك إدخالَ الرمز السري عبر لمسِ الأزرار الذهبية ذات الشكل الأخاذ.
يُظهِرُ الصندوق العجيب للناظر ثلاثاً فقط من عجائبه التقنية، وهي ثلاثة مؤشراتٍ ميكانيكيةٍ يمكنها إظهار قراءاتٍ فوريةٍ للرطوبة النسبية وطاقة البطارية ودرجة الحرارة وعدد قطع السيجار المتبقية.
صندوقٌ ذو حرارةٍ ثابتة:
لكي تضمن إمبريالي جنيف جعلَ صندوقها الإمبراطوري يبدو كخلاصةِ تجارب عسكريةٍ سريةٍ فقد ضمَّنَتْهُ نظاماً مبيتاً لتثبيت الرطوبة النسبية والحرارة داخل الصندوق دون أي تدخلٍ بشريٍ؛ فالرطوبة النسبية تبقى ثابتةً عند مستوى 70% والحرارة عند 16 – 18 مْ مهما كانت الظروف الجوية خارج الصندوق، وحتى هذه القيم يمكن تغييرها حسب رغبة المالك. يمكن ضمان ذلك من خلال وجود حجرتين داخليتين مُحكمتي الإغلاق مضبوطتي الحرارة والرطوبة ويمكنهما استيعاب حتى 24 سيجاراً. وللتحكم بالحرارة والرطوبة الداخليتين، يحتوي غلاف الصندوق شبكةً من خلايا تبريدٍ كهربائية يتحكم بها برنامجٌ داخليٌ مبيَّت مما يجعل الصندوق الإمبراطوري أولَ صندوقٍ ذكيٍ من نوعه في العالم. يتم أيضاً ضمان مستوى عالٍ جداً من النوعية من خلال لف كل سيجارٍ بأربع وريقاتٍ رقيقةٍ من الذهب ثم يوضع ضمن أنبوبةٍ زجاجيةٍ مُحكمةٍ توضع بدورها في واحدٍ من الأماكن المخصصة داخل الصندوق.
تحضير خلطة التبغ المثلى:
إنَّ توليفةَ التبغ المستخدمة في صنع أغلى سيجار في العالم تثير دهشةً لا تقلُّ عن تلك التي تثيرها دِقةُ صنع الصندوق الإمبراطوري العجيب. لقد قامت شركة إمبريالي جنيف باختبار عددٍ كبيرٍ جداً من خلطات التبوغ رفيعة المستوى، حصلت في نهايتها على خلطةٍ في غاية الفخامة والجودة، هي مزيجٌ من نوعين من التبوغ، أحدهما مصدره مزارع وادي جاماستران في جنوب هندوراس والآخر من وادي جالابا شمال نيكاراجوا. بعد تعتيق أوراق التبغ لمدة 48 شهراً، تتم معالجة الأوراق المعتَّقة بعنايةٍ بالغةٍ للحصول على منتجٍ نهائيٍ ذي نوعيةٍ استثنائيةٍ مناسبةٍ لذائقةِ النخبة.
حانَ وقتُ التدخين:
لقد تم تتويج الصندوق الإمبراطوري بساعةٍ ميكانيكيةٍ مزودةٍ بآلية عملٍ مدهشـةِ الدقة مصنوعة يدوياً من قِبَلِ أمهر صانع ساعاتٍ في شـركة جورا السويسرية. إن الساعة الخاصة بالصندوق الإمبراطوري تتكون من 323 قطعةٍ ميكانيكية، وهي مزودةٌ بآلية يدويةٍ للربطٍ تتذبذب بمقدار سـت ذبذباتٍ في الثانية وتضمن عملاً مستمراً لمدةٍ لا تقل عن ثمانين ساعة متواصلة.
لقد اختار مصممو إمبريالي جنيف وضعَ آلية الربط أسفلَ الساعةِ وزُوِّدت بمنظمٍ ينظم عملها على فتراتٍ زمنية محددة مسبقاً، كما زُوِّدت بآليةٍ تحدُّ من العزم الدوراني الذي يمكن تطبيقه على آلية الربط بشكلٍ يضمن حمايتها وحماية الساعة من الانكسار تحت قوة يد المستخدِم. قد تكون هذه التفاصيلُ صغيرةً ولكنها تبين مدى العناية التي وُظِفَت في صناعة صندوق السيجار الإمبراطوري.
مواد من عصر الفضاء:
إنَّ المواد التي اختيرت لصنع صندوق السيجار الإمبراطوري شملت الزجاج، ورقائق ألمنيوم ألوكور ملحومة بالليزر، وسبيكة ألمنيوم مقسى، وسبيكة عالية المقاومة من الألمنيوم والزنك والنحاس، وبوليريتان، وبوليسترين، وفليكساتين، ومواد مضادة للبكتريا والفطريات، بالإضافة إلى مادة آيروجِل الهلامية الخفيفة والمقاومة لدرجات الحرارة شديدة الارتفاع والتي تستخدمها وكالة ناسا لحماية المركبات السطحية المريخية وكذلك بدلات رجال الفضاء.
يضاف إلى كل ما ذُكِرَ آنفاً سلسلةٌ طويلةٌ من الخطوات الدقيقة لمعالجة السطوح المعدنية، ويشمل ذلك طلاء السطوح بطريقة الرحلان الكهربائي بمجموعةٍ من المعادن تشمل الذهب والروديوم وسبيكة (نيكل – بالاديوم)، بالإضافة إلى حفر السطوح المعدنية ميكانيكياً وصقلها وتلميعها بطريقةٍ كيميائية.
ما يخفيه الصندوق من أسرار الميكاترونيكس:
يحتوي الصندوق الإمبراطوري ثلاثةً وثلاثين معالجاً صغرياً، واحدٌ وعشرونَ منهم مسؤولون عن التحكم بالمحركات، ويمكن التحكم بالبيانات الخاصة بهم من خلال مفتاحٍ إلكترونيٍ مرفقٍ قابلٍ لإعادة البرمجة. لقد بذل المصمِّمُ قدراً هائلاً من الاهتمام بأدق تفاصيل العمل، وبذلك جاء المفتاح الإلكتروني تحفةً فنيةً تقنيةً رائعةً تتألف من دارةٍ إلكترونيةٍ دقيقةٍ موضوعةٍ ضمن غلافٍ مطليٍ بالذهب ومزودةٍ بقابسٍ للاتصال بالصندوق.
إن المدخل المخصص للمفتاح الإلكتروني، ومفتاح التشغيل الرئيسي، ومنفذ الاتصال بالحاسوب، هي تفاصيل تقنيةٌ تكونُ غيرَ مرئيةٍ عندما يكون الصندوق موضوعاً على قاعدته بالوضعية الطبيعية. لقد ضمن المصمم بذلك عدم وجود أي تفاصيل قد تسيء إلى الشكل الخارجي للصندوق العجيب.
آلة قطع وثقب السيجار:
لهذه الآلة وظيفتان تتمثلان بقطع السيجار وفق الطول المرغوب، وثقب السيجار بواحدٍ من ثلاثة أقطارٍ هي: 6 ملم – 10 ملم – 14 ملم. يمكن الاختيار بين الوظيفتين من خلال مفتاحٍ ميكانيكيٍ قابلٍ للسحب.
عند تحريك المفتاح إلى وضعية القطع يظهر ضوءٌ أبيض مع شعاعٍ من الليزر يساعد في تحديد طول القطع المطلوب، أما لدى الانتقال إلى وظيفة الثقب فإن الضوء الذي يظهر يكون باللون الأحمر القاني.
عند الانتهاء من قطع أو ثقب السيجار يمكن التخلص من بقايا العمل التي تتجمع في صينيةٍ صغيرةٍ يمكن سحبها من فتحةٍ أسفلَ قاعدة الصندوق، ومن خلال الفتحة ذاتها يمكن الوصول إلى أنصال التقطيع لدى الحاجة إلى صيانتها.
ولاعة الإشعال المذهلة:
يوجد مفتاحٌ صغيرٌ إلى يمين تاج الصندوق يمكن من خلاله إعطاء إشارةٍ إلى محركٍ كهربائيٍ صغيرٍ يقوم بدوره بفتح صمام الغاز مُنتِجاً شعلةً زرقاء رائعة عبر ثلاث فتحاتٍ صغيرةٍ تضمن إشعالاً سهلاً ومتجانساً للسيجار الفاخر. يتسع مستودع الغاز لخمسةٍ وعشرينَ ميلليلتراً تكفي لإعطاء شعلةٍ مستمرةٍ من خلال نظام القياس البصري الإلكتروني الخاص بالصندوق المذهل.
نفاضة رمادٍ أم وعاءٌ سحري؟!
لا تقِلُّ نفاضةُ الرماد روعةً عن باقي أجزاء الصندوق الرائع، حيث تطل على المستخدم بحلةٍ بهيةٍ سوداء مذهبة غاية في الأناقة. النفاضة مزودةٌ بآلية حركةٍ كهربائيةٍ وبمجموعةٍ مخفيةٍ من أضواء الليد. تمتلك آلية فتح النفاضة مجموعةً من الحساسات يمكنها استشعار وجود سيجارٍ قربها، فحال تقريب سيجارٍ من الحساسات تتفعّل الآلية فاتحةً النفاضة استعداداً لتلقي رماد السيجار الفاخر، وبعد أن يسقط الرماد على النفاضة ينتقل إلى مستودعٍ صغيرٍ يمكن إخراجه من أسفل الصندوق بغرض تنظيفه.
يوالف الصندوق الإمبراطوري بين روعة عمل صانع الساعات السويسري العريق وبين خبرة أمهر الخبراء في سبعةٍ وعشرين مجالاً مختلفاً. يتم إنتاج مالا يزيد على اثني عشرَ صندوقاً إمبراطورياً مما يجعله واحداً من أندر مقتنيات النخبة من فئة الرفاهية، ويجعل من هذه المجموعة أغلى مجوعة سيجار في العالم وأرقاها.
سيكون من دواعي سرورنا أن نسمع رأيك حول موضوع المقالة، لذلك يرجى التفضل بالتعليق في الأسفل، ولا تنسَ التسجيل لدينا للاطلاع على كل ما هو مذهلٌ في عالم الفخامة والرفاهية.