لويس فيتون هي العلامة التجارية الأكثر فخامةً في عالم الأزياء، وتشمل منتجاتها السلع الجلدية وشنط اليد وشنط السفر والأحذية والساعات والمجوهرات والأكسسوارات، ومعظم تلك المنتجات تحمل العلامة المميزة LV.
إنها واحدةٌ من أشهر ماركات الأزياء العالمية وأكثر العلامات التجارية ربحاً في العالم، حيث تزيد أرباحها السنوية عن 30٪. في عام 2016، قامت لويس فيتون بإطلاق أول عطر لها منذ سبعين عاماً، ولهذا الغرض قامت الشركة الأم بإنشاء مصنع العطور الأكثر تطوراً في العالم. لدى إعادة إطلاق عطور لويس فيتون، قامت الشركة بإسناد دور البطولة للممثلة الشهيرة إيما ستون في أول إعلانٍ ترويجيٍ لعطورها الفاخرة. بعد ذلك تحركت لويس فيتون بنشاطٍ في سياق إنتاج العطور، فافتتحت مركزاً جديداً ضخماً في باريس خلال عام 2017، وطرحت أول عطورها للرجال خلال عام 2018، واحتفلت عام 2019 بمرور 165 عاماً على تأسيسها. تجدر الإشارة هنا أن تكلفة منتجات لويس فيتون هي أكبر من أن يتمكن أحد أفراد الطبقة الوسطى من مجرد التفكير بتحملها.
الخلفية التاريخية لشركة لويس فيتون
كان مؤسس الشركة السيد لويس فيتون رجل أعمالٍ فرنسياً اكتسب اسمه شهرةً في عالم الموضة، وكان أصلاً ينتمي إلى عائلة عاملٍ عادي، وقد عمل أسلافه كحرفيين ومربي ماشية وصانعي قبعات. عمل فيتون الشاب مدةً من الزمن كعاملٍ تحت التدريب في ورشة ماريشال التي اشتهرت حينها في مجال التعبئة وصناعة الصناديق. خلال عامين فقط ذاع صيت فيتون في الأوساط الباريسية الراقية كواحدٍ من أبرز المهرة في مجال عمله الجديد. أُعجبت زوجة نابليون الثالث (حاكم فرنسا حينها) ببراعة لويس فيتون فقامت بتوظيفه لصالح القصر، متيحةً له الفرصة للدخول ضمن أوساط النخبة الاجتماعية والأوساط الملكية، والتي ستشكل في ما يلي صدارة عملائه لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.
حياة لويس فيتون
كان لويس فيتون يبلغ من العمر 17 عاماً فقط عندما اتخذ قراراً مصيرياً كان من شأنه تغيير حياته وحياة أسرته بأكملها ولأكثر من جيلٍ واحد. هذا القرار جعله سيد صناعة الصناديق الخشبية بلا منازع. لنلقِ نظرةً حول بداية كل ذلك.
حافظَ لويس فيتون على سمعةٍ طيبةٍ كصانعٍ للصناديق حتى بعد أن أسس شركته. كان يبلغ من العمر 16 عاماً فقط عندما وصل إلى باريس، وذلك في عام 1827. بدأ هناك تدريباً مهنياً لدى ورشة ماريشال. بعد ذلك أصبح لويس فيتون حرفياً بارزاً معروفاً في باريس ويعمل تحت مظلة ورشة ماريشال الشهيرة. تابع لويس فيتون كفاحه وصبره حتى أنشأ جذوراً قويةً لتجارةٍ أكبر حجماً وأكثر تخصصاً. هذه كانت بداية مسيرة لويس فيتون المهنية كمتخصصٍ في الحرف اليدوية، والتي أطلقت العنان لاحقاً لمهاراته في تصميم الصناديق الخشبية الفاخرة وصناديق التعبئة من المستوى الاستهلاكي.
زوجة لويس فيتون
لقد كان عام 1854 عامَ التغيُّرات بالنسبة لفيتون، ففي ذلك العام تعرف الشاب على فتاةٍ رائعة الجمال في السابعة عشر من عمرها وتدعى كليمنس إيميلي باريو، والتي أسرعت بتشجيعه على التأنق والتألق بما يتناسب مع مكتبه الجديد ذي الطراز الحديث حينها. وأهم من ذلك أن كليمنس شجعت فيتون لتأسيس مشروعه الخاص الذي تحول في ما بعد إلى تلك الإمبراطورية التي تدعى LV.
تزوج فيتون وباريو في ربيع ذلك العام، وتحديداً في الثاني والعشرين من نيسان من عام 1854. بعد شهورٍ من زواجه، ترك فيتون ورشة ماريشال وافتتح لنفسه ورشةً للتغليف وصناعة الصناديق في باريس. لقد عُرِفَت الورشة حينها بالجملة المكتوبة على بابها من الخارج: “نقوم بتغليف أكثر الأشياء حساسيةً وقابليةً للكسر، ومتخصصون في تغليف الأزياء”.
من الذي يمتلك شركة لويس فيتون؟
في عام 1989، أصبح السيد برنارد أرنو المساهمَ الأكبر في مجموعة LVMH Moët Hennessy لويس فيتون رائدة المنتجات الفاخرة في العالم، ومنذ ذلك الحين يشغل السيد أرنو منصبَي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة العملاقة.
من هو مصمم موديلات لويس فيتون؟
في عام 2018، شغل السيد ڤيرجيل آبلو منصب المدير الفني لقسم أزياء الرجال في شركة Louis Vuitton. لقد أفادت العلامة التجارية الشهيرة من نبوغ السيد آبلو، المصمم والدي جي الشهير، والذي يشغل أيضاً منصب المدير التنفيذي في شركة Off-White التي أسسها بنفسه عام 2013 في مدينة ميلانو الإيطالية. كذلك كان للسيد آبلو سابقاً دورٌ كبيرٌ كواحدٍ من المدراء اللامعين السابقين في شركة Kanye West، ولدى توليه منصباً إدارياً في قسم الأزياء الرجالية في لويس فيتون خلال عام 2018، اعتُبِرَ السيد آبلو أولَ أمريكي من أصلٍ أفريقيٍ يعمل كمديرٍ فنيٍ في دارٍ للأزياء الفرنسية الفاخرة، وقد بدأ مشوارَهُ الحافلَ كمتدربٍ في Fendi مع كيني ويست. لقد تم إدراج اسم السيد فيرجيل آبلو ضمن قائمة مجلة تايم لعام 2018 كواحدٍ من أكثر مائة شخصٍ تأثيراً على مستوى العالم. عرض فيرجيل آبلو أول مجموعةٍ له لصالح لويس فيتون في 2018 ضمن فعاليات أسبوع الموضة للرجال في باريس. تم تعيين فيرجيل آبلو في مجلس إدارة هيئة مصممي الأزياء الأمريكية في عام 2019.
قبْلَ أبلو، عملت لصالح لويس فيتون مجموعةٌ من ألمع مشاهير صناعة الأزياء، من بينهم مارك جاكوبز، تاكاشي موراكامي، كاترين دينيڤو، ودابير دان.
أسباب تَمَيُّز شنط لويس فيتون
تتمتع شنط لويس فيتون بمستوىً رفيعٍ من الجودة، حيث تُصنع بحرفيةٍ عاليةٍ ويتم تضمينها عدداً كبيراً من المزايا الرائعة التي تجعل منها تحفةً لا مجردَ شنطة.
في ما يلي بعض الأسباب التي تجعل شنط لويس فيتون شيئاً شديد الخصوصية:
- إنَّ مقابض وجسم شنط LV الفريدة مصنوعةٌ من جلد البقر المبطَّن، وهو ذو لونٍ بنيٍ فاتحٍ مميز، بينما الحافة ملونةٌ باللون الأحمر مع خياطةٍ صفراء تعطي مع الخلفية تبايناً لونياً جذاباً. بعد استخدام الشنطة لمدةٍ تُقارِبُ نصف شهر، يتغير لون المقبض الجلدي إلى لونٍ ترابيٍ باهت، فإن لم يحدث ذلك، فسيكون من المؤكد أن الشنطة مزيفة.
- تتميز شنط LV بأنها مضادةٌ للماء ومقاومةٌ للهب. يتم استخدام قماشٍ يتميز بخاصية العزل المائي، وتستخدم مادة PVC لإكساب الشنطة قدرتَها على مقاومة اللهب. يُعتبَرُ هذا من الأسباب التي تجعل شنط LV الفاخرة مكلفةً للغاية.
- يمكننا وصف شنط LV الفاخرة بأنها دائمة الشباب، فإن كانت السيدة تخطط لشراء شنطة LV اليوم، فسيكون لديها الخيار لاستخدامها مدةً لا تقل عن عشرين عاماً.
- تتمتع شنط لويس فيتون بصلابةٍ استثنائية، ونعني بكلمة “صلابة” أنها شديدة المتانة للغاية. حتى القماش الذي يدخل في تكوين شنطة LV لديه القدرة للمحافظة على خصائصه الأصلية فترةً طويلةً جداً من الزمن.
أول شنطة أنتجتها لويس فيتون
لقد حملت أول شنطة من إنتاج لويس فيتون اسم The Capucines. يشير اسم الشنطة إلى مكانٍ في باريس يُدعى Rue des Capucines، حيث افتتح لويس فيتون أولَ متجرٍ له، وكان ذلك عام 1854. تُعد شنطة Capucines MM الرائعة دليلاً على مهارةٍ قلَّ نظيرُها في تطويع جلد البقر للصناعة. تتمتع الشنطة بواحدٍ من أفضل جلود Taurillon ذات السطح الحبيبي الكامل، والمصنعة من الجلد البقري المدبوغ بعنايةٍ فائقةٍ بطريقة الدباغة الكيميائية. يضاف إلى ذلك مستوى استثنائي من العناية بالتفاصيل الدقيقة، بما في ذلك مقبضٌ جلديٌ غير قابلٍ للثني تقريبا، يرتبط بجسم الشنطة بواسطة حلقاتٍ تشبه الأحجار الكريمة. يمكن إغلاق الشنطة باستخدام طيةٍ جلديةٍ عريضةٍ في غاية الأناقة، تُبرِزُ في حال استخدامها شعاراً لزهرةٍ صغيرةٍ ذات شكلٍ متجانس، أما في حال طيها إلى الداخل فإنها تُبرِزُ من تحتها شعار لويس فيتون الشهير LV.
ما سبب غلاء ثمن شنط لويس فيتون؟
يُعرف عن شنط لويس فيتون جمالُها الأخاذ ودقة صنعها، ولكن يعرف عنها أيضاً غلاء ثمنها بشكلٍ كبير. الرائع في هذا السياق هو أن السيدة التي تغامر بدفع مبلغٍ طائلٍ لقاء الحصول على شنطة يدويةٍ من صنع لويس فيتون، ستكتشف في ما بعد أنها اقتنت شنطة قد ترافقها بقية حياتها مع احتفاظها بنفس الرونق الذي خرجت به من المصنع.
تجدر الإشارة هنا إلى أن شنط لويس فيتون لا تُصنَع في ورشٍ عماليةٍ عادية، وإنما يتم تجميعها بعنايةٍ فائقةٍ من قِبَل حرفيين مهرة في أوربا والولايات المتحدة، ومن الطبيعي أن يحصل مثل هؤلاء الحرفيين على مبالغ لائقةٍ مقابل عملهم شديد الإتقان، وهذا مما يرفع كلفة تجميع الشنط، ويفسر بالتالي أثمانها الباهظة. يعرف أصحاب الصناعة أن أكثر البضائع جودةً واحتراماً بين الناس تفقد شيئاً من التقدير في حال تم إغراق السوق بكمياتٍ ضخمةٍ منها، لذلك تحرص لويس فيتون دوماً على تعليق إنتاج أحد منتجاتها عند تحقيقه للهدف الإنتاجي المحدد في خطة الشركة. يُضاف إلى كل ما ذُكر، أن المقاومة العالية لشنط لويس فيتون تجاه الماء واللهب تجعل منها قطعاً مؤهلةً لتحيا حياةً طويلةً جداً.
يتم إخضاع شنط LV لمجموعةٍ من اختبارات المتانة تشمل إسقاطها لأكثر من مرةٍ من ارتفاع حوالي قدمٍ ونصف، مع حمولةٍ تبلغ حوالي ثمانية أرطال، ويكرر ذلك لأربعة أيامٍ متتالية. يشتمل الاختبار أيضاً على تسليط شعاعٍ ضوئيٍ قويٍ على الشنطة لضمان ثبات لونها. يتم أيضا اختبار سحَّابات الشنطة من خلال فتحها وإغلاقها عدداً كبيراً من المرات لضمان جودتها وعدم تعطلها أثناء الاستخدام بعد الشراء.
وبعيداً عن مجموعتها الضخمة من الشنط باهظة الثمن، تشتهر لويس فيتون بإنتاجها للدب الدمية Steiff Bear الذي تبيعه بسعر هو أقرب للخيال منه إلى الواقع، أجل، فقد يكون هذا هو الوصف المناسب لدى الحديث حول دميةٍ ثمنها 2.1 مليون دولار أميركي.
ما مصير شنط لويس فيتون غير المباعة؟
وفقًا لصحيفة News-herald، تقوم لويس فيتون سنوياً بإحراق شنطها غير المباعة، وقد لا تكون الأسباب الكامنة وراء ذلك مقنعةً للكثيرين. تقوم الشركة بذلك لكي لا تضطر إلى بيع الشنط بأسعارٍ منخفضةٍ أو طرحها للبيع في مواسم التخفيضات، وكل ذلك يتم للحفاظ على درجةٍ عاليةٍ من السمعة لمنتجات الشركة. سببٌ آخر يكمن وراء ذلك التصرف الغريب، وهو أنَّ هناك قوانين معمولٌ بها في الولايات المتحدة تسمح لك باستعادة أموالك إذا قمتَ بإحراق البضائع التي تم استيرادها بعد دفع الرسوم الجمركية. طريقةٌ بارعةٌ حقاً لخلق نوعٍ من التوازن التجاري لدى الشركة، ولكنها لا تزال فكرةً غير مقنعةٍ بدرجةٍ كافية.
علامة لويس فيتون الشهيرة
لقد تم تصميم العلامة الشهيرة في عام 1896 من قِبَل جورج فيتون، وذلك تخليداً لذكرى والده الراحل، مؤسس إمبراطورية لويس فيتون. لقد بنت العلامة لنفسها صرحاً من الشهرة والاحترام والموثوقية حتى بات وجود نقوشها الزخرفية الجميلة على إحدى الشنط أو محافظ الجيب رمزاً لا يُدانى من رموز الفخامة والرفاهية. إن زخارفَ علامة LV تعبِّر بكل أناقةٍ عن روح التطور والجودة والشباب الدائم، جنباً إلى جنبٍ مع القيم الجمالية والمعرفية لواحدةٍ من أشهر دور الأزياء في العالم.
كلمةٌ أخيرة
لقد تم تأسيس لويس فيتون عام 1854، وهي مدةٌ طويلةٌ جداً، كانت كافية لبناء سمعةٍ عالميةٍ رائعة، وقامت لويس فيتون خلالها بإنتاج عددٍ كبيرٍ من موديلات الشنط والمحافظ الفاخرة الموجهة لفئة النخبة. لقد غطت منتجات لويس فيتون العالم كله ودخلت باب التاريخ كمجموعةٍ من الأعمال الفنية الحقيقية وليس كمجرد شنط أو محافظ عادية. إن كل قطعةٍ من إنتاج لويس فيتون لديها قصتُها الخاصة، وهذا يعني أن شراءَها ليس مجرد شراءِ شنطة عادية، وإنما اقتناءٌ لقطعةٍ من التاريخ. هناك الكثير من السيدات اللاتي يرغبن أن يَكُنَّ أكثرَ من مجرد سيدات مجتمعٍ عاديات، ولحسن الحظ، يوجد لدى لويس فيتون كلُّ ما يمكن أن يخطرَ ببال إحدى هاتيكَ السيدات. يمكن مثلاً تصميم النقش الذي ستزَيَّن به الشنطة بأي شكلٍ ترغبه الزبونة، وهذا وحدَه كافٍ لإبهاج أي شخصٍ يتطلب التميز في وسطه الاجتماعي.
لكل ســيدةٍ تعشــق التميز وترغب باقتناء شنطة فاخرةٍ في منتهى الرقي، لويس فيتون هي أفضل وجهةٍ يمكن لها أن تحقق هذه الرغبة بفيضٍ من الفخامة والتألق.